. دعوة المظلوم.
2. دعوة الوالد لولده أوعلى ولده.
3. دعوة مُجاب الدعوة.
4. دعوة آكل الحلال الطيب.
5. الدعاء بين الآذان والإقامة.
6. دعوة الصائم حتى يفطر.
7. دعوة المسافرحتى يرجع.
8. دعوة المضطر.
9. دعوة المُتصدَّق عليه للمتصدِّق.
10. دعوة من وقف في الصف تجاه العدو.
11. دعوة الإمام العادل.
12. دعوة الذاكر لله كثيراً.
13. دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب.
14. الدعاء عند نزول المطر.
15. الدعاء عند السجود.
وسنتحدث بشيء من الإيجاز عن أدلة ذلك، مع ذكر ما تيسر من هذه النماذج، فنقول وبالله التوفيق:
ã
أولاً: دعوة المظلوم على من ظلمه
الدليل على أنَّ دعوة المظلوم لا ترد:
الله عز وجل ملك الملوك، ورب الأرباب، وخالق الخلائق، لقد حرم الظلم على نفسه، وجعله بيننا محرماً كما صح في الحديث([1]) القدسي: "يا عبادي إنِّي حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".
ولهذا فقد وعد الله عز وجل، والله لا يخلف الميعاد بإجابة دعوة المظلوم ولو إلى حين، وأقسم على ذلك، وبيَّن أنَّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فإذا دعتك قدرتك أيها المسكين، الغشوم، الظلوم اللئيم، فتذكر قدرة الله عليك، وتذكر أنَّ الله يمهل ولايهمل، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"([2])، ثم قرأ: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"([3]).
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فاذكر قدرة الله عليك، ونفاد ما تأتي إليهم، وبقاء ما يأتون إليك)([4]).
وإليك بعض الأدلة على ذلك
· جاء في آخر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ وقد بعثه إلى اليمن، معلماً ومرشداً: ".... فإيَّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب"([5]).
· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم ....."([6]).
· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يرد دعاؤهم....، ودعوة المظلوم"([7]).
· وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوات المظلوم، فإنَّها تصعد للسماء كأنها شرارة"([8]).
ã
الآثار التي وردت في إجابة دعوة المظلوم
1. عن زيد بن أسلم عن أبيه، أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل مولى له يُدعى هُنَيّاً على الحمى، فقال: (ياهُنَيَّ اضمم جناحك([9]) عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم، فإنَّ دعوة المظلوم مستجابة)([10]).
2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
إنَّ الناس لم يتنازعوا في أنَّ عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة)، ويروى: (الله ينصر الدولة العادلة وإنْ كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإنْ كانت مؤمنة)([11]).
3. وقال يزيد بن حكيم: (ما هبت أحداً هيبتي رجلاً ظَلَمْتُه، وأنا أعلم لا ناصر له إلاَّ الله، يقول: حسبي الله، الله بيني وبينك).
4. قال ابن حجر في الفتح([12]): (جاء في الخبر من دعا على ظالمه فقد انتصر).
5. وقال الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فـالظلم آخره يأتيـك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعوعليك وعين الله لم تنم
6. وقال آخر:
أتهـزأ بالدعـاء وتزدريـه وما تدري بما صنع الدعـاء؟
جنـود الليـل لا تخطـئ ولكن لها أجل وللأجل انقضاء
7. قال الماوردي من الأجوبة المسكتة: (قيل لعلي: كم بين السماء والأرض؟، قال: دعوة مستجابة).
ã
دعوة المظلوم تشمل الظالم وأعوانه
دعوة المظلوم تشمل الظلَمة وأعوانهم من الوزراء، والمستشارين، والشُّرَط، والقضاة وكل من أعان الظالم على ظلمه، ولم يرده عن غيِّه، ويذكره بعاقبة أمره.
جاء في الأثر: (إذا كان يوم القيامة يجتمع الظلمة وأعوانهم ومن ألاق لهم([13]) دواة، وبَرَى لهم قلماً، فيجعلون في تابوت ويلقون في جهنم).
ã
نماذج لمن استجيب دعاؤهم فيمن ظلمهم
الأمثلة على سرعة إجابة دعوة المظلومين وانتقام الله لهم ممن ظلمهم كثيرة جداً، ولكن نكتفي ببعض النماذج وهي كافية لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد.
1. سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أحد ممن أذاه أوآذى أصحابه إلاَّ في القليل النادر، بل كان دائماً يقول إذا طلب منه أنْ يدعو عليهم: (اللهم اهد قومي فإنَّهم لا يعلمون).
وعندما قال له الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه: ادعو على دوس، فقد غلبني عليهم الزنا، قال: (اللهم اهد دوساً وآتِ بهم)، فاستجاب الله لدعائه، فقد وافى الطفيل الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر بسبعين بيتاً من دوس.
من هذا القليل:
· دعاؤه على قريش قائلاً: "اللهم سَبْعاً كسبع يوسف"
قال ابن مسعود رضي الله عنه لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من الناس إدباراً قال: "اللهم سَبْعاً كسبع يوسف"، فأخذتهم سنة حصدت كل شيء حتى أكلوا الجلود، والميتة، والجيف، وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إنك تأمر بطاعة الله، وصلة الرحم، وإنَّ قومك قد هلكوا فادعوا الله لهم.
وفي رواية: (فدعا رسول الله صلى الله عليه، فسقوا الغيث فأَطبقت عليهم سبعاً، شكا الناس كثرة المطر، قال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فانحدرت السحابة عن رأسه، فسقوا الناس حولهم)([15]).
· دعاؤه صلى الله عليه وسلم على أبي عامر الفاسق
كان أبو عامر –وهو من الخزرج- كان متنصراً مترهباً قبل الإسلام، وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان ذا مكانة في قومه، وكان يُمنِّي نفسه بالرياسة، فعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ودخل قومه في الإسلام، وانتصر المسلمون في بدر غاظه ذلك، فخرج فاراً إلى مشركي مكة محرضاً على أخذ الثأر من المسلمين حتى خرجوا في أُحُد.
ومن مكائده أنَّه حفر حفراً بين الصفين، فوقع في أحدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرح وكسرت رباعيته، وفي بداية معركة أُحُد، أراد لعنه الله أنْ يحرض قومه الأنصار على التمرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمالهم لنصرته، فسبوه، ولعنوه، ولقبوه بالفاسق، فقال: (لقد أصاب قومي بعدي شر).
وكان عندما هاجر رسول الله دعاه للإسلام فأبى وتمرَّد، ثم كاد للإسلام والمسلمين بَعْدُ، فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أنْ يموت بعيداً طريداً، فاستجيبت دعوة المظلوم، ومن مكائده بناؤه مسجد الضرار، الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمه وحرقه