دعوة للتفاؤلللللللللللللللللللل

عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 12/01/2012

ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله

من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا

عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ..

لا يخفى على كثير منا أن ما تمره به الأمة في سنواتها الأخيرة قد تطاول زمانه ولحق من شجونه أن سكنت قلوب الناس

وألبستهم من لباس الهوان والعجز واليأس ما هو دليل الموت المحتوم ونعي الوجود المرسوم و والخنوع لواقع الغم والهموم .

فسُحُب الحياة لا تزال تتراكم في سماء الناس حتى ما عادوا يُصدقون بوجود الشمس ،

وشتاؤها لا يزال يعصف بآمالهم ويمطر دموع آلامهم حتى أنساهم وجود فصول أخرى

فيها الصفاء والنقاء ، وسريان أيامها لا يزال مدبرا في أخذه حتى ظنوا أن هذه علامة من علامات الفناء .

والحقيقة تقول على لسان الدهر أن أحزاننا ووهمومنا ودموعنا هي المحاولة الإنسانية البليغة التي تريد إيجاد حياة في ما يبدو للناس أنه نعش ميت

وهي الحجة الدامغة على هذه الحياة ، وهي الأمل المرجو لبعث هذه الحياة .

فالأحزان متى تراكمت وتعاظمت فهي بشير لإنجلائها حالها كحال آخر الليل متى إقترب إنجلاؤه زاد سواده ،

والهموم متى أثقلت فهي بشرى ميلاد جديد للبطولة ، و الدموع متى انسكبت كانت كقطرات اللهيب تنسكب على من أسالها .

نعم يا أيها الإنسان إن الأمل هو النور الموجود في آخر النفق المظلم ، و لبلوغ الضياء عليك أن تصبر على طول الطريق ووحشة مسالكه ،

وعليك أن تتفاءل وأن ترى الوردة قبل أن تنظر شوكها وأن ترسم البسمة بعد أن تجفف عن العين دمعها .
وانظر رعاك الله إلى حضارات بُنيت على بقايا آمال ، لكنها بقايا فيها روح الحياة و ممسبباتها ،

ومتى بقي من النبتة الجذر فهي إلا ظهور على وجه الأرض تنبعث وإن كانت قد شُذبت أغصانها أو حتى قطّعت .

والحياة بطبيعتها لا تحتمل إلا معنا واحدا من معاني الإنسانية فإما أمل يوجب الحياة وإما يأس يُسكن الحُفر.

هذا رأيي فما رأيكم؟