الثقة بالنفس

في كل امة مجتمع ، رجال عظام ونساء عظيمات ،استطاعوا أن يحققوا أشياء في حياتهم ، وحياة الآخرين من حولهم ، كانت من قبل خيالا في الأذهان وأوهام من الأوهام .

هناك رجال ونساء يتحدث التاريخ عن مآثرهم الفناء وإكبار ، ويذكرهم الناس في كل عصر ، وأوان ، فكأنهم غلبوا الموت ، وقهروا الفناء ، واستطاعوا أن يحيوا في كل زمان ، وفي كل مكان .

هؤلاء جميعا ممن سبق ولحق ، كانوا قبل كل شئ ، ذوي إرادة ، وكانت إرادتهم العامل الأول فيما حققوا وانتهوا إليه من مجد ورفعة وخلود .

ليست الحياة الإنسانية التي نعيشها علي هذا الكوكب سوي صراع مستمر بين الخير والشر ، وخلاصة هذا الصراع ،
هو وجود توازن بين القوة الدافعة في الإنسان ، ومن الواضح أن الإرادة هي القوة المتكاملة للشخصية الإنسانية .


إن قوة الشكيمة والاعتداد العظيم للنفس ، الذي يحمل المرء علي المحاولة والنجاح ، والإرادة الواعية المصممة الثابتة
والقدرة علي امتلاك الشهوات والانفعالات والتحكم بها عن وعي وتفكير ، والجرأة الواضحة الهادئة المطمئنة في
مواجهة الإحداث والأشخاص، وموهبة التأثير في أفكارالآخرين ، واستعداداتهم وقراراتهم، ونشاط الذهن والبراعة
الضرورية للتغلب علي آلاف الأنواع من المشاكل ، كل ذلك يبدو مما لا يدركه غير القلة النادرة من البشر.

اشحذ همتك إذن ، وتشجع ، وأقترب بجرأة مما تبتعد عنه من أمجاد وكمالات وأحلام ،وتدرب تدريجيا علي مراس
البطولة وأعمالها ، علي الجد والاجتهاد ، علي التفكير والتأمل ، علي البحث والروية ، علي التقرير والمضي فيما تقرر ،
ومهما كانت إرادتك ضعيفة ، لا تلبث إذ تدربها ، أن تقوي وتشتد وتفرض نفسها عليك ، لتفرض نفسك علي الحياة
والأحياء من بعد .


وإذا نحن تعمقنا بعيدا ، وجدنا كثيرا ممن المذاهب الفلسفية تقرر أن إرادة الإنسان تستطيع بما أوتيت من سلطان إن
تغير حتى الأسباب المادية الثابتة ، عندما تشحن شحنا كافيا من القوة الحيوية .

أن الإنسان عندما يصبح قادرا علي استجماع طاقته النفسية عند صورة معينة ن أو حول شخص معين يستطيع أن يؤثر
بشكل معدل في أعضاء الجسم ، بل إن من المحقق أن الإنسان الذي تمرن علي امتلاك نفسه ، ومحاكمة انفعالاته ،
والاحتفاظ بثباته ومنعته أمام أي كان ، يؤثر بمجرد هذا التماسك وهذه الصلابة في توجيه الآخرين ، ونزع أعجباهم
،فالنظرة الهادئة المعبرة التي تنبئ عن قرار نهائي .

حازم ، والكلمة الواضحة الموزونة الموجهة بدقة وقوة ، والموقف الصلب الرصين ، كل هذه وما شابهها من صفات تحصل
بتربية الإرادة واستثمارها ، وتجعل لصاحبها نفوذا شخصيا بالغا علي من يحيط به .

واهم الميزات الفردية الذاتية التي تؤكد نفوذ النافذ هي : سرعة البديهة ،قوة الذاكرة ،تسلسل الفكر ، سرعة التمثيل
، الهدوء والرصانة .ومتي وفق المرء إلي حالة يستحيل معها إن يرتبك حيال الأحداث أو الظروف التي لا ينتظرها ، كما
يستقر معها متماسكا إزاء تصرفات الآخرين ، استطاع أن يحور مجري مصيره ، إذا يتحصن أمام كل الصعاب بالحد
الأقصى من صفاء الذهن ليرد الأحداث ويتلقاها ، ويميز دون ادني اضطراب أفضل خطة يسير عليها ، وينفذ أخيرا ما
شرع فيه بعزم وهدوء ، منتبها كل الانتباه لما يعمل في اللحظة التي يعمل بها ، منتقلا في اللحظة المخصصة أو
المنتظرة إلي العمل الآخر محتفظا خلال جميع مراحل عمله بالوجهة الأساسية نفسها التي تفصح عن إرادته.

وفي اعتقادنا إن الإنسان الذي يتمتع بقوة الإرادة النابعة عن وجدانه وانفعالاته السلوكية الحية يكون لشخصه وأسرته
ومجتمعه حياة سعيدة ،مليئة بالسعادة والهناء ، ترفرف في أجوائها المحبة والإخاء

اهلا بك في الموقع ياريت المزيد منور الموقع ياباشا