كيفية ترويض الغضب بالرياضة

عدد المساهمات : 425 تاريخ التسجيل : 21/12/2009

كيفية ترويض الغضب بالرياضــــــة :

إن كل إنسان يمكنه ضبط قوة غضبه عند حد الإعتدال بقدر الإمكان ، ولكن من غير الواجب ومن غيرا لممكن محوها كلية 0 وسبب الغضب أصلا هو حب الإنسان للأشياء ، حيث أن ما يحبه الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي : -

1) ما هو ضرورة في حق الناس كافة مثل القوت والمسكن والملبس وصحة البدن فمن تعرضت أشياؤه هذه إلى الدمار فلابد أن يغضب وأن يغتاظ ممن يتعرض لها 0

2) ما ليس ضروريا كالجاه والمال الكثير الزائد والعبيد والدواب والذهب والفضة ومثل كل النعم ممن هو مستغنى عنها ، فإن كان بصيرا بأمر الدنيا فيزهد في الزيادة فلا يغضب بأخذها وإن كان - وهذا حال أكثر الناس - ممن يحبون هذه الأشياء ويكنزونها ولديهم جهل بمقاصد الأمور غضب غضبا شديدا ممن سرقه أو أخذ منه هذه الأشياء 0 وهذا الصنف من الناس ذو شهوات وأصحابها لديهم رتبة النقص والإنحطاط والغضب على هذا النوع من الحب ليس ضروريا وغير مستحب 0

3) ما يكون ضروريا لبعض الناس دون البعض 0 فمثلا الكتاب في حق العالم فهو محتاج إليه فيحبه ويغضب على من يحرقه مثلا ، ومثلا أدوات الصناعة بالنسبة للصانع وهكذا 0 والغضب هنا يختلف باختلاف الأشخاص ومدى حاجتهم إلى هذه الأشياء ، وأفضل حب هنا ما أشار إليه رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم بقوله " من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ، فمن كان بصيرا بحقائق الأمور لا يغضب إلا في هذه الأشياء الثلاثة وعلى الإنسان في كل نوع من أنواع الحب هذا أن يجاهد نفسه ، ففي النوع الأول يتعود الحلم والإحتمال حتى يصير خلقا راسخا فيه وبذلك يضعف شدة تهيج الغضب في الباطن فلا يظهر أثره على الوجه 0 وفى القسم الثاني بأن يخرج أولا حب هذه الأشياء من قلبه تماما وأن يعلم أن وطنه هو القبر ومستقره هو الآخرة وأن الدنيا معبر للآخرة وعليه أن يتزود منها على قدر الضرورة وما زاد عن ذلك فهو وبال عليه فيمحو حب الدنيا من قلبه أولا فلا يغضب 0 وعلى الإنسان أن يرى أن الأشياء كلها بيد الله تعالى وذلك بأن يغلب التوحيد على قلبه فلا يغضب على أحد من خلق الله ويراهم مسخرين في قبضة الله تعالى ، فلو كانت عنده شاة وحيدة هي قوته فلا يغضب إذا ذبحها أحد لأنها كان من الممكن أن تموت ، ويرى أن هذا أمر الله وأن الله لا يقدر إلا ما فيه الخيرة ، وربما تكون الخيرة في مرضه وفى جوعه وجرحه وقتله وطبعا ما نقوله هذا لكي يطفئ الإنسان نار الغضب الأولى فلا تشتعل وذلك بحضور وتذكر التوحيد لحظيا ولكن لابد للقلب أن يعود طبيعيا للغضب ولكن عندئذ سيكون معتدلا ولا يمكن أن نتصور أن الغضب يمكن محوه من الأساس فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب حتى تحمر وجنتاه ولكنه كان لا يغضب على الدنيا ولكن يغضب على الحق ، ومن يغضب على من يأخذ ضرورة قوته وحاجته التي لابد منها في دينه فهو غضب لله وهو حق 00 وعموما فإن من اشتغل قلبه بشيء ما أو بمهمة ما لن يشعر ولن يحس بما يتعرض له من أشياء أخري غير هذه المهمة 0 فمن اشتغل قلبه بمهمة الدين وأثر ذلك في قلبه فلن يهيج قلبه ويغضب على شئ دنيوي فاته أو ضاع منه لأنه مشغول 0 وكذلك لا يغضب المرء إذا اشتغل بمعنى التوحيد وفهمه وإدراكه، وكذلك إذا أدرك المرء أن الله تعالى يحب منه ألا يغضب فلابد وأن يحب ما يحبه الله تعالى 0

بيان الأسباب المهيجة للغضب :

إن الغضب ينبت أساسا من : الزهو - العجب - المزاح - الهزل - الهزاء - التعيير - المماراة - المضادة - الغدر - شدة الحرص 000 فهذه هي أسباب تهييج الغضب وهى مذمومة شرعا ولا خلاص للغضب في وجود هذه الأسباب ولذلك لابد من إزالتها بأضدادها : فينبغي أن تميت الزهو بالتواضع ، وتميت العجب بمعرفتك لنفسك ، والفخر بأن تعرف أن الناس جميعهم من جنس واحد وإنما الإختلاف بالفضائل ، وأما المزاح فتزيله بالإنشغال بالدين الذي يستوعب العمر كله ، وأما الهزل بأن تكون جادا في طلب الفضائل والأخلاق الحسنة والعلوم الدينية ، وأما الهزاء فتزيله بالترفع عن إيذاء الناس وبصيانة النفس عن أن يستهزأ بك، وأما التعيير فبالحذر عن القول القبيح ، وأما شدة الحرص فتزال بالقناعة بقدر الضرورة ترفعا عن ذل الحاجة 0

ويمكن التخلص من هذه الأخلاق بمعرفة رذالتها وغوائلها فتعافها النفس وترغب عنها بالعادة وبتعود أضدادها ، فإذ انمحت عن النفس صارت النفس ذكية ظاهرة فتتخلص من الغضب الرذيل 0 وكذلك بواعث الغضب عند الجهال هو تسمية الغضب بالرجولة والشجاعة وعزة النفس وكبر الهمة ، فتميل النفس إليه وتستحسنه وهذا غباوة وجهل ومرض قلب ونقصان عقل بسبب ضعف النفس ونقصانها ولذلك نجد أن الضعيف دائما أسرع غضبا من القوى 0 فالقوى هو من يملك نفسه عند الغضب 0