بيان حقيقة الغضب

عدد المساهمات : 425 تاريخ التسجيل : 21/12/2009

بيان حقيقة الغضب :

إن طبيعة الغضب أنه خلق من نار وعجن بطينة الإنسان فعندما يغضب الإنسان تشتعل هذه النار وتحدث فوران يغلى به دم القلب فينتشر في العروق إلى أعلى فيحمر الوجه والعين 0 فإذا غضب الإنسان على من هو أقل منه واستشعر القدرة عليه حدث انبساط للدم فيحمر الوجه ، وإذا غضب على من هو فوقه وأعلى منه واستشعر باليأس من الإنتقام حدث انقباض للدم إلى جوف القلب وصار حزنا ويصفر اللون 0 وإذا كان الغضب على من هو مساو له حدث تردد للدم بين احمرار واصفرار فيضطرب اللون 0 أى أن قوة الغضب محلها القلب ومعناها غليان دم القلب بطلب الإنتقام 0 وهذه القوة عند فورانها تتوجه إلى دفع المؤذيات قبل وقوعها أو إلى التشفي والإنتقام بعد وقوعها ، فالإنتقام هو قوت هذه القوه وفيه شهوتها ولذتها ولا تكون إلا به والناس في أول الفطرة على ثلاث درجات من هذه القوة : -

1) فريق فطرته الأولى فيها تفريط في قوة الغضب - نقصان - فهم يفقدون هذه القوة أو تكون عندهم ضعيفة وهذا مذموم وهم الذين يقال لهم أنهم لا حمية لهم 0 ولذلك قال الشافعي من استغضب فلم يغضب فهو حمار ، وهذا نقص كبير فقد وصف الله تعالى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالشدة والحمية والرحمة في نفس الوقت فقال تعالى { أشـــداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح-29) 0
2) فريق فطرته الأولى فيها إفراط - أى زيادة - وهم من يخرجون عن العقل والدين إذا غضبوا فلا يكون لهم بصيرة ولا تفكر ولا اختيار أثناء غضبهم 0 وهذا النوع من الناس إما أن يكون سبب إفراطهم هذا غريزي بسبب زيادة حرارة مزاج القلب ، وإما أن يكون سببه اعتيادي بسبب مثلا مخالطة رفاق يظهرون طاعة الغضب ويسمون ذلك رجولة وشجاعة فيقول أحدهم مثلا أنا الذي لا أحتمل أمرا من أحد ويذكر ذلك وهو مفتخرا به ، وهو في الحقيقة لا عقل له ، فإذا سمعه رفيقه أعجب به وترسخ في نفسه هذا المعنى فيجب أن يتشبه بالرفاق فتقوى عنده غريزة الغضب بالتطبع وعندما تشتد نار الغضب تعمى صاحبها وتصمه عن كل موعظة ، بل تزيده غضبا ، حتى لو اجتهد هو باستحضار عقله فلن يستطيع بسبب صعود دخان الغضب وتغطيته لنور العقل ، وإذا زاد هذا الدخان وصل أيضا إلى مراكز الحس فتظلم الدنيا أمامه فلا يرى بعينه وتسود عليه الدنيا بأسرها ، وعندئذ ليس أمامه من حل سوى أن يصبر حتى يحترق جميع ما يمكن أن يحترق ثم ينقشع الدخان شيئا فشيئا 0 أما إذا كانت نتيجة الإحتراق أن كل شئ في العقل والقلب أصبح جافا ولم يعد فيهما أى رطوبة مثل الورقة المحترقة فعندئذ يموت غيظا وغضبا

» بيان ذم الغضب
» بيان علاج الغضب بعد هيجانه
» بيان حكم المولد النبوي
» أنواع الناس في الغضب
» أعراض مرض الغضب وكيفية العلاج