البلد الأمين مكة المكرمة

البلد الأمين


(1) البلد الآمن :

البلد الأمين هى مكة أو بكة .. وهى البلد أو القرية التى تقع فى الأرض المباركة .. وتحديداً فى واديها غير ذى الزرع .. وتعرف اليوم بإسم القدس .. وهى البلد التى يقع فيها المسجد الحرام .. وهى قرية النبى محمد الكريم .

يقول الله :

( واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا ) .

( واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا ) .

يبين قول الله أنه عندما بنى النبى إبراهيم البيت الحرام بأمر من الله مع إبنه إسماعيل فقد دعا ربه أن يجعل هذا البلد أو هذا الوادى غير ذى الزرع بلداً آمناً لا قتال فيه .. كى يأمن الناس الحج إليه والصلاة عنده لله وحده .

وهذا الأمن يساعد الناس كى يقدموا لأداء الحج والعمرة فى أمن دون خوف أو قتل وعذاب .. ذلك لأن هذا البلد يسكنه قوم جاءوا يبتغون الأمن والرزق من الله .. وينفصل له آمين البيت الحرام الذين قصدوه يبتغون من فضل الله ورزقه .. وطلباً للأمان وعدم الإعتداء .

ويقول الله :

( انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التى حرمها الله ) .

يتبين من قول الله أن رسول الله محمد يبين للناس أن الله أمره أن يعبد رب هذه البلد التى حرمها الله وأمنها وفصلها عن المعتدين بأن حرم القتال على المؤمنين عند المسجد الحرام .

وكان هذا التحريم نعمة وفضل من الله على أهل هذه البلدة .. فقد أطعمهم الله من الجوع لتدفق الرزق على مكة .. وأمنهم من الخوف .. أى فصلهم عن العذاب والقتل .. وجعل أرض مكة أرضاً ذات طبيعة جغرافية معينة تجعلها أرضاً محصنة من الإعتداء .. ولقد بنيت الأسوار حول أجزاء من هذه الأرض بعد ذلك لمنع المعتدين من الدخول إليها .. يقول الله :

( فليعبدوا رب هذا البيت الذى اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ) .

وجعل سبحانه تلك القرية الآمنة أم القرى لوجود البيت فيها .. يقول الله :

( ولتنذر ام القرى ومن حولها ) .

ومعنى أنها أم القرى .. أى القرية التى ينفصل إليها أهل كل القرى .. فكل أهل القرى الأخرى ينفصلون للحج والعمرة من بلادهم إلى تلك القرية .. فهى مقصد ووجهة كل المؤمنين .. وهى قبلة الصلاة .

وأمر الله لرسوله هو أن ينذر أم القرى وما حولها من قرى مباركة فى الأرض المباركة .. تلك هى المساحة المكانية التى يجب على الرسول محمد أن ينذر أهلها .. تماماً مثل أمر الله بأنه لا يجب على أهل المدينة التى تقع بالأرض المباركة أيضاً ومن حولهم من الأعراب أن يتأخروا عن رسول الله إن دعاهم للقتال .. يقول الله :

( ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه ) .

وكلمة أم تعنى الفصل .. يقول الله :

( كنتم خير امة اخرجت للناس ) الأمة هنا هم المنفصلون عن غيرهم .

( وقال الذى نجا منهما وادكر بعد امة ) ادكر بعد أمة أى تذكر بعد فاصل زمنى .

( الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون ) أمة أى طريق ودين منفصل .

( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى امها رسولا ) حتى يبعث فى أهلها المنفصلون فيها رسولاً .

( ان ابراهيم كان امة ) كان منفصلاً لله وحده .

( فامه هاوية ) أم الإنسان أى مصيره وجزاؤه المنفصل له فى الآخرة .. والكافر يكون مصيره وجزاؤه هاوية .. أو النار .

( والصالحين من عبادكم وامائكم ) الأمة هى ما فصل الله وأفاء على الناس من نساء كخير لهم .. وهم ملك اليمين النساء .

( حرمت عليكم امهاتكم ) الأم هى التى ينفصل منها الأبناء .

( هو الذى بعث فى الاميين رسولا منهم ) الأمى هو المنفصل عن نزول كتاب الله عليه .

أما القرية فهى المكان الفاصل لمجموعة من الناس .. وهى كلمة مشتـقة من الإسم قر .. ويعنى الفصل .. يقول الله :

( واكواب كانت قواريرا ) قوارير أى فاصلة للشراب داخل الأكواب .

والبلد المحرمة أو المؤمنة أقسم بها الله فى كتابه بإعتبارها بلداً آمناً لا قتال فيها ولا إعتداء على أهلها .. يقول سبحانه :

( وهذا البلد الامين ) .

( لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد ) .