أمراض اللسان – الأعراض والوقاية

عدد المساهمات : 425 تاريخ التسجيل : 21/12/2009

تحدثنا سابقا عن الآفة الأولى – حفظنا الله – وهى الكلام فيما لا يعنيك

اليوم سنتعلم عن آفة الوعد الكاذب وآفة الكذب في القول واليمين .

الوعـد الكاذب :

وذلك من إمارات النفاق 0 قال الله تعالى { يَأيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود }(المائدة-1) ، وقال تعالى ثناءا على سيدنا إسماعيل { إنه كان صادق الوعد }(مريم-54) ، وكان رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم إذا وعد وعدا قال "عسى" وكان ابن مسعود لا يعد وعدا إلا ويقول : إن شاء الله 0 وهذا هو الأولى فإذا جزم الإنسان الوعد فلابد من الوفاء إلا أن يتعذر أما إذا وعد وهو عازما على ألا يفي به فهذا النفاق 0 قال أبو هريرة رضى الله عنه : قال رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم " ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلـم : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " ، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم "أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر "

: الكذب في القول واليمين:

وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب قال صلّىاللّه عليه وسلّم " لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " ، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم " إن التجار هم الفجار 0 فقيل يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع ؟ قال " نعم ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون " ، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم " ما حلف حالف بالله فأدخل فيها مثل جناح بعوضه إلا كانت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة " ، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم " ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى يقتل أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه ، ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو طعن ، ورجل كان معه قوم في سفر فأطالوا السرى حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا فتنحى يصلى حتى يوقظ أصحابه للرحيل "، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم : وكان متكئا " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين ثم قعد وقال : ألا وقول الزور وظل يكررها "، وقال صلّىاللّه عليه وسلّم " تقبلوا إلى بست أتقبل إليكم بالجنة ، قالوا وما هن قال : إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا أؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم

بيان المواقف التي يمكن الكذب فيها برخصة :

إن الكذب مرخص في ثلاثة مواقف 0 فلو جاء رجلا ظالما يسعى خلف إنسان مسلم بالسيف ليقتله فدخل دارك وانتهى إليك فقال أرأيت فلانا ؟ فيجب أن تقول لم أره ، وهذا الكذب واجب 0 روى عن أم كلثوم قالت : ما سمعت رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم يرخص شئ من

الكذب إلا في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها "0وقال صلّىاللّه عليه وسلّم " ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيرا أو نمى خيرا " 0

ومثلا إذا أخذ الظالم المسلم وسأله عن ماله مثلا فله أن ينكره أو إذا أخذه السلطان وسأله عن فاحشة بينه وبين الله تعالى إرتكبها فله أن ينكر فيقول ما زنيت وما سرقت 0 قال صلّىاللّه عليه وسلّم " من ارتكب شيئا من هذه القاذورات فاليستتر بستر الله " لأن إظهار الفاحشة فاحشة أخرى0 وكذلك إذا سئل المسلم عن سر أخيه فله أن ينكره وأن يصلح بين اثنين 0 ولكن يجب أن يحتذز الإنسان من الكذب ما أمكنه فالأصل هو التحريم وليوازن الأمور 0

بيان الحذر من الكذب بالتعريض:

والتعريض هو أن يتكلم الرجل بكلمة يظهر من نفسه شيئا ومراده شيء أخر 0 فأن قيل في غرض باطل لا فائدة فيه فهو حرام ، فمثلا روى عن عبد الله بن عتبة قال : دخلت مع أبى عند على بن عبد العزيز رحمه الله فخرجت وعلى ثوب فجعل الناس يقولون: هل كساك إياه أمير المؤمنين ؟ فقلت لهم جزى الله أمير المؤمنين خيرا ، فقال أبى يا بنى اتق الكذب وما أشبهه فنهاه عن ذلك لأن فيه تقريرا لهم عن ظن كاذب لغرض المفاخرة وهذا باطــل 0 إن المعاريض تباح لأمر خفيف ليس فيه أذى كتطييب قلب الغير بالمزاح، مثلا كقول رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم " لا يدخل الجنة عجــوز " وقوله للأخرى "في عين زوجك بياض" وللأخرى " نحملك على ولد البعير" ، ثم توضيح الصحيح بعد ذلك مباشرة ، كقول رسول الله صلّىاللّه عليه وسلّم "ما من عين إنسان إلا وفيها بياض وما من بعير إلا وهو ولد بعير أصلا " 0 أما إذا كان الكذب صريحا ويستخدم في المزاح أيضا ولكن فيه ضرر يؤدى إلى إيذاء قلب كقول أحدهم لآخــر إن فلانة تريد أن تتزوجك وهو متزوج ففيه إيذاء لقلب زوجته فهذا حرام وليس من المزاح المحمود 0 قال صلّىاللّه عليه وسلّم " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها الناس يهوى بها في النار أبعد من الثريا " وكذلك من الكذب - ولكن غير المؤدى إلى الفسق - ما جرت به العادة في المبالغة كقول المرء 0 طلبتك مائة مرة أو ألف مرة فان لم يكن الطلب إلا مرة واحدة كان كاذبا وأن طلبه عدة مرات كثيرة عن المعتاد فإنه لا يأثم وإن لم تبلغ المائة ولكن هذه الأساليب تعرض المرء لخطر الكذب والتعود عليه فالبعد عنها أفضل 0 ومن الكذب أيضا قولك لا أشتهي إذا قدم لك أحدا طعاما وكنت جوعانا0 ومن غير المستحسن أن يقول العبد يعلم الله فيما لا يعلمه ، وربما يكذب العبد أيضا في حكاية المنام والإثم في هذا عظـــيم 0

» مرض الغيبة - العلاج والوقاية
» مااجمل حفظ اللسان
» آفات اللسان لسهيرة غازي