ماذا تعرف عن الأشهر الحرم؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي في الله/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد

لقد خلق الله تعالى السموات والأرض، وخلق الزمان والمكان، وخلق كل شيء في هذا الكون، قال تعالى: الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل.
وبيَّن سبحانه في كتابه العزيز أن عدة شهور السنة الهجرية هي اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم هي: شهر الله المحرم، وشهر رجب، وشهر ذي القعدة، وشهر ذي الحجة.
وبما أننا الآن في شهر ذي القعدة -وهو من الأشهر الحرم- فيسرنا ان نتحدث عن هذه الأشهر بشيء من التفصيل لنتعرف على بعض أحكامها المتعلقة بها. فنقول وبالله التوفيق:

الأشهر الحرم
هي أربعة أشهر كما قال الله تعالى : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم.
وقد فصّل النبي صلى الله عليه وسلم ما أجمله القرآن، وبيَّن أن هذه الأشهر هي: رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، قال صلى الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.

وأكَّد النبي صلى الله عليه وسلم حرمة شهر ذي الحجة فقال في حجة الوداع: أي شهر هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهر حرام، قال: فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.

وذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة، وذلك في قوله تعالى: الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.
فالآية نزلت في حبس قريش للمسلمين عام الحديبية عن البيت في شهر ذي القعدة الحرام، فاعتمر صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء في السنة التالية في شهر ذي القعدة.

سبب التسمية:
سُمي رجب برجب مضر لأن ربيعة بن نزار كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: الذي بين جمادى وشعبان. ليرفع ما وقع في اسمه من الاختلال.
كما كانت العرب تسميه: منْصِل الأسنة، فعن أبي رجاء العطاردي قال: فإذا دخل شهر رجب قلنا: منْصِل الأسِنَّة، فلم ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهماً فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه.
وكانوا يسمونه أيضا رجب الأصم لسكون أصوات السلاح وقعقعته فيه.

والأربعة الحرم حرمها العرب في الجاهلية، وسبب تحريمهم القعدة والحجة ومحرم هو أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهراً ليتمكنوا من السير إلى الحج ويسمونه القَعدة(بفتح القاف وسكون العين) لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداء مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهراً ليعودوا إلى ديارهم. وحرموا شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والإعمار، فيأمن قاصد البيت الغارة فيه.
وقد كانت بعض العرب تحرم ثمانية أشهر، وهم طائفة يقال لهم: البَسل.

وقوله صلى الله عليه وسلم: استدار كهيئته، قيل: إنه تثبيت منه صلى الله عليه وسلم لعدة الشهور ومحلها، إذ كانت العرب تحج أكثر سنيها في غير ذي الحجة، وقد وافق حج النبي صلى الله عليه وسلم حجهم في ذي الحجة.
وقال ابن كثير: أي الأمر اليوم شرعاً كما ابتدأ الله ذلك في كتابه يوم خلق السموات والأرض. وهو الصحيح لأن ابا بكر الصديق رضي الله عنه عندما حج إنما حج في ذي الحجة، وقد سماه الله الحج الأكبر، فالنسيء إنما كان في تأخير حرمة الشهر الحرام من محرم إلى صفر أو غيره، لا في تغيير أسماء الشهور.

والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وأكتفي بهذا القدر في هذه المشاركة ولنا لقاء آخر إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته