اعلام القرشية/احمد باشا المنشاوى

تابع اعلام القرشية/احمد باشا المنشاوى:وكان الامراء والباشاوات وكل ذى سلطان فى كل انحاء القطر كان يسيطر على منطقته فكان المنشاوى واحدا من هذا العصر ولقد حكى لنا ان العارف بالله الشيخ على الخولى قد راى المنشاوى فى المنام وذلك بعد وفاته وقد راه على هيئة بغل يجر عربة كارو محملة بدفاتر وسجلات وقد روى الكثير عنه الا ان الرجل ثبت انه كان ذكيا ذكاءا خارقا مافى ذلك شك واليك واقعة من اروع روائع ذكاء المنشاوى ،كان ذلك اثناء ثورة عرابى فقد قام المنشاوى بالقبض على افراد الجاليات الاجنبية الموجودين بطنطا ولما سئل عن السبب فى ذلك قال اذا انتصر عرابى قدمتهم اليه لياخذهم رهائن وان انهزم سلمتهم الى قناصلهم واقول لهم اننى كنت احميهم من الثورة ،وفعلا انهزم عرابى وسلمهم الى قناصلهم فذهبوا الى بلادهم وذكروا لحكوماتهم صنيع المنشاوى بهم الى ان قالوا لولا المنشاوى لقتلنا الثوار فارسلت له كل دولة النياشين والاوسمة التى كثيرا ما ظهرت فى صوره الفوتوغرافية وهى معلقة على سترته ولو قدر لك ورايت صورة من هذه الصور لوجدت ان قماش سترته مغطى كله بالنياشين والاوسمة ،وكان المنشاوى رحمه الله من الوطنيين القلائل فمن وطنيته انه تحدى الانجليز والاسرة الحاكمة بما فيها خديوى مصر واخفى عرابى عنده بعد هزيمته وهم يبحثون عنه لمحاكمته مما اوغر عليه صدور الاسرة المالكة وظلت فى اذهانهم حتى قتلوه بالسم بعد ان حاولو تاديبه بالسجن فلو يمتثل ،ومن ظواهر هذا التاديب ما تواتر بالسماع من ان الخديوى اوعز الى ناظر املاكه بناحية شبشير الحصة بان يدعى ان ثور من ثيران الخديوى سرق وارسل الى المنشاوى يلومه على سرقة الثور بمنطقته واستعظمها المنشاوى واراد ان يظهر للخديوى سلطانه وقوته فاخذ يبحث عن الثور ويستدعى العصابات والتى كانت كثيرة ومشهورة فى ذلك الوقت ليسالها عن الثور فكان الجواب الطبيعى الانكار وكان يعذبهم ليعترفوا وما دار بخلد ه ان هذه مكيدة وظل المنشاوى يعذب العصابات حتى اصيب احدهم باصابات قيل انها ادت الى موته وعلمت النيلبة وحكم على المنشاوى بالسجن ثلاثة اشهر غيابيا ولم يجرؤ احد ان يقبض عليه ولما كان لابد من التنفيذ بامر الخديوى اذن لايد من التحايل للقبض عليه ،فاستعانوا باحد اقاربه وهو من اعيان طنطا والمقيمين بها فجاء الى القرشية وقابل الباشا وادعى ان له موضوع بنيابة السنطة يرجو مساعدته لانهائه فذهب معه الى النيابة ولما استقر بهم المقام بحجرة وكيل النيابة اخذ الحاضرون يتسربون واحدا تلو الاخر خارج الحجرة حتى اصبح وحيدا وحينئذ اغلق عليه الباب فهاج وماج ثار مهددا متوعدا فاطل عليه قريبه من النافذة واخبره بالموضوع وقال له لابد من التنفيذ ولا نتستطيع ان نقاوم الحكومة فاسقط فى يده وقال فليتركونى وساعطيهم وزنى ذهبا —واخذ يساوم ويساوم دون جدوى لان تعليمات الخديوى كانت مشددة وصريحة لحبسه واذلاله ،وكان لهذا الموضوع رد فعل شعبى كبير لدرجة ان بعضهم اراد ان ينفس عن نفسه كعادة المصريين حينما تكمم افواههم تارة باطلاق النكات وتارة بالمواويل وكانت شائعة فى ذلك العصر فقال احدهم الموال التالى :سبحان من انشاْ ادم وسورة الطور —والبل لجل التهامى كل عام فى الطور—وحجاج محمد يحوشوهم فى جبل الطور—-بالنار يا بيه بس انتى منشاوى —ولا انتى يا بيه عامل فى سجننا مامور–فى سرقة الطور تهموا الباشا منشاوى –وسافرله من طنطا على المامور—وجا الباشا لم اللصوص وضرب —كشفوا على الضرب لاقوا الضرب قدامهم –وكشفوا على الضرب لاقوا الضرب منشاوى–قال الحكيم دا شهرين لما يخف –قال الحكيم دا شهرين لما يطيب —ويوم جلسة المنشاوى اتلمت الدنيا –وانعزل فيها مدير ما مثله فى الدنيا –والحكم قال ايه ثلاث شهور –ولو واحد غير الباشا كان كلها سنين وشهور –كانت قضية لا نالها بيه ولا باشا–دنيه–دنيه ومنشاله على قرون طور،وخرج الباشا من السجن اشد عنادا وكبرياءا الى ان عزم الخديوى الحضور الى السنطة لافتتاح احد المنشات الحكومية وكان لابد ان يمر على القرشية فى طريقه الى السنطة حيث لايوجد طريق اخر للسكة الحديد وعلم الباشا بذلك فاراد ان يظهر للخديوى عظمته فاقام الزينات من سراياه بالقرشية الى السنطة بجوار شريط السكة الحديد على شكل اعمدة عليها الزينات والاعلام وبجوار كل عامود رجل من رجال الباشا ثم ارسل الحنطور الخاص به يجره سته خيول مطهمه ويصحبه الشماشرجية ،فكانت مظاهر استقبال وضع فيها الباشا كل امكانياته ليقينه ان الخديوى عندما يعرف صاحب هذا الاستقبال سياتى لزيارته وجلس الباشا بين كوكبه من خدمه وحشمه بباب السراى ينتظر الخديوى ولما وصل الخديوى الى محطة القرشية سال عن صاحب هذه الزينات فقيل له المنشاوى باشا والحنطور الخاص به ينتظر سموكم لتشرفوه بالزيارة ،ولما فى قلب الخديوى ضد المنشاوى قال بلغوه سلامى وامر القطار بالسير وبسرعة طار الخبر الى المنشاوى فنادى باعلى صوته (هد يا ولد) انا اللى غلطان اللى اعمل كده لابن اللى امه —- وتلفظ بالفاظ لايجب كتابتها فسمع اول رجل والذى يقف بجوار اول عامود قريبا من الباشا فاسقط العامود الى الارض فراه الذى يليه فحذا حذوه وهكذا حتى كان اخر عامود فى السنطة كان قد اسقط قبل ان يصل قطار الخديوى الى السنطة والذى كان يقف فى كل محطة بضعة دقائق لتحية الجماهير المحتشدة بالمحطات ،وراى الخديوى بنفسه عملية هدم الزينة ثم علم بعد ذلك بما قاله المنشاوى ،وهذا يدل على عناد المنشاوى وكبرياؤه اذ لوكان احدا غيره لذهب لاستقبال الخديوى بالمحطة ولما كان امر بهدم الزينة بهذا الاسلوب الواضح فيه التحدى لاكبر راس فى البلاد وصاحب السلطة العليا والسلطان الاكبر والادهى من ذلك كله الخوض فى عرض ام الخديوى ووصفها بالبغاء ،لذلك اضمر له الخديوى الشر القاتل مادام ان السجن لم يردعه فلن يردعه شىء وسيظل شره يزداد ويكبر ويكبر وفى ذلك خطر على العرش وعلى الاسرة المالكة فلا دواء لهذا سوى القتل وتربص به الى ان سافر الباشا الى الاسكندرية كعادته السنوية صيفا وكانت وسيلة سفره ذهبية خاصة وهى عبارة عن قصر عائم كان المنشاوى قد اشتراها من الاميرة انجى هانم ولذلك سماها انجى ،وكانت الذهبية ترسو فى الاسكندرية امام صيدلية لصيدلى اجنبى وكان هذا الصيدلى صديقا للمنشاوى فاوعز الخديوى الى الصيدلى بان يدس السم فى القهوة التى يشربها المنشاوى معه يوميا كعادته ،ولم يستطع الصيدلى الا ان يذعن للامر فدس السم للمنشاوى فى القهوة ومات قبل ان يصل الى الذهبية ،ثم نقل جثمانه الى طنطا ودفن فى مسجده الكائن بها وبنى على قبره قبة عالية كقبب الاولياء واكبر الظن ان الناس بعد فترة سيظنون ان تحت هذه القبة ولى من اولياء الله وذلك بعد ان تتلاشى مع الزمن اخبار المنشاوى ،ومن طرائف ما روى عن المنشاوى ان المرحوم عبد الله النديم جاء الى المنشاوى متخفيااثناء هروبه من الانجليز بعد فشل الثورة العرابية لانه كان خطيبها المفوه وطلبته السلطات لمحاكمته فهرب وتنقل من بلد الى بلد متخفيا فى ازياء متعددة وساعده على ذلك انه كان يستطيع التحدث بعدة لهجات وكان لكل ذى لهجته وحينما جاء الى المنشاوى كان فى زى مغربى وعندما خاطب المنشاوى بهذه اللهجة لم يقتنع المنشاوى بهذه اللهجة وعرفه من اول وهلة وقال له (وعلى يا عبد الله) نكتفى بهذا القدر من اخبار المنشاوى لاننا لو اردنا كتابة كل ما وردنا عنه لكتبنا الكثير والكثير فرحمه الله عليه وندعوا الله ان يدخله فسيح جناته انه غفور رحيم وكلى امل فى ان الله غفر لهذا الرجل بسبب خيره الذى فتح بيوتا لا حصر لها ولا عدد وانقاذه لاسر كثيرة من الفقر والتشرد وسيظل هكذا طالما لم تمتد يد اثمة الى تغيير بنود حجته للوقف فذلك الرجل ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ضمنهم صدقة جارية)ووقف هذا الرجل هو صدقة جارية فرحمة الله عليه .

اعلام القرشية/احمد باشا المنشاوى Abboud_Pasha

اعلام القرشية/احمد باشا المنشاوى Abboud_Pasha

اعلام القرشية/احمد باشا المنشاوى Esmaeel

» من هو المنشاوى باشا
» رساله من حفيد احمد باشا المنشاوي
» طالبات مدرسه المنشاوى تتحدث مع مذيع القناه السادسه حول مع أعجبهم بمدرسه المنشاوى
» نرمين رأفت بنت مدرسه المنشاوى تنشأ موقعا تسميه بنات المنشاوى إليكم عنوانه
» نبذة عن المدرسة