`~'*¤!| الإنسجــامـ |!¤*'

سُمع رجل يتضرع إلى الله داعيا ً :
( ربي أعطني حظاً يخدمني به ذوو العقول ولا تعطني عقلا ً أخدمـ له ذوي الحظوظ )
وفي دعاء هذا الرجل اعتراف ضمني بأن العقل أحيانا ً يصبح خادما ً لذوي القدرات والشخصيات المسيطرة ..
فالرجل هنا يريد شخصية قوية نفاذة .. قادرة على التأثير في ذوي العقول
وتستطيع أن تفتح الأبواب المغلقة التي تمنع الوصول إلى نفوس الناس وتعرقل الإنسجامـ معهمـ ..


.×. الأبــواب المغلقـــة .×.

إن كان للإنسجامـ مع الناس أبواب يمكن للإنسان أن يدخل منها لكي يحصل
على ذلك الإنسجامـ فـإنّ :

> الباب الأول : أن يعرف قدر نفسه فيضعها في المكان اللائق بها ..
ومتى ما عرف المكانة اللائقة التي يريدها لنفسه .. سهل عليه أن يدرك معنى الإنسجامـ
مع الآخرين .
إن من يضع نفسه فوق قابليتها يكون أقل سعادة ممن يعرف قدر نفسه ويقف عنده
لأن هذا يأتيه النجاح مفاجئا ً فيكون سروره عظيما ً ... !

`~'*¤!| .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:. |!¤*'~`

> الباب الثاني : أن يتسامح في حالات سوء الفهمـ .. والظلمـ الذي يلحقه
من أصحابه والفشل الذي يصيبه ..
لأن المرء لا يستطيع الحياة بدون التسامح .. وبدون القدرة على تحمل الفشل
فعليه أن يوفّق بين نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه .. وعليه أن يفتح صدره
فيتقبل نقد الناس وشكواهمـ ..
ومجرد الإستماع إلى الأعتراض والعتاب الموجّه إليه هو من مقومات الشخصية
المحبوبــة .. فينبغي أن يكون هادئا ً حين يوجّه إليه الإعتراض .. ويظهرللناقد أنه
مستمع .. وذلك بتوجيه النظر إليه
ففي هذه الطريقة فقط .. يستطيع أن يظهر الإصغاء !

`~'*¤!| .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:. |!¤*'~`

> الباب الثالث : على من يريد الإنسجامـ أن يقدمـ الغير على نفسه
حتى وإن كان هذا التقديمـ يسبب حرمانه من كثير من ملاذ الحياة الآنيــة ..
وكثيرون _ من مصلحين وعلماء وباحثين _ يهجرون راحتهمـ ليستكشفوا
ما يوفر الراحة للناس .
فإن الشعور الذي يحصلون عليه من كونهمـ مصدر سعادة للآخرين .. يغمرهمـ بلذة قد لا تعادلها
اللذائذ الأخرى في الحيـــاة ..

* الذين يعملون على إفادة أكبر جزء من المجتمع الإنساني .. يعتبرون
أرقى الشخصيات جميعــــا ً *

`~'*¤!| .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:. |!¤*'~`

> الباب الرابع : على مبتغي الإنسجامـ أن يتحسس المشاكل النفسية لأصحابه ..
ويتعرف على العقبات التي يواجهونها .. لا ليكشف لهمـ مقدار ما يعرف عنهمـ
ولكن ليتمكن من مساعدتهمـ في حلهــا ..

وينبغي الإشارة هنا إلى أن عليه أن يساعدهمـ دون أن يشعروا بأنه تدخل في
شؤونهمـ الخاصــة ..

`~'*¤!| .:.:.:.:.:.:.:.:.:.:.:. |!¤*'~`

> الباب الخامس : أن يستمع أكثر مما يتكلمـ ..
وقد قيـل : ( إنما أُعطي الإنسان فما ً واحدا ً وأذنين لكي يسمع ضعف
ما يتكلمـ ) !!
ومن حكمـ الهنود : ( أصغ ِ .. وإلا فإن لسانك سيبقيك أطرش ) !!
ومن الأقوال المأثورة : ( الكلمة أسيرة في وثاق الرجل .. فإذا تلكمـ بها
صار في وثاقها .. )
أما لماذا يعتبر أن " التحفظ في الكلامـ " أقوى من الفصاحة ..
فربما لأن قليل الكلامـ قليل الهفوات .. بالإضافة إلى أن عدمـ تكلمه يدل على
أنه متفق مع محدثيه ومؤيد لفكرتهمـ .. على طريقة السكوت من الرضــا !


مقتبـس من كتاب ( الشخصية .. بين النجاح والفشل